الخميس 29 مايو… انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للسانيات

برعاية معالي جمعة الماجد
رئيس مجلس أمناء الجامعة
المؤتمر الدولي الثالث للسانيات
تعلّمية العربية في الفصول الدّراسية والفضاءات الرقمية
يحتلّ حقل تعليم اللّغات وتعلّمها عموما موقعا بارزا في اللّسانيات الحديثة تنظيرا وتطبيقا. فقد توسّع المتخصّصون في فروع اللّسانيات المختلفة منذ نشأة اللّسانيات البنيوية في ماهية النّظام اللغوي وفي مكوّنات اللّغة ومظاهر اكتسابها. واستنفذوا النّظر في طبيعة اللّغات حين تجاوزوا الاهتمام بالكلمة وبما تطرحه من إشكاليات وصفية إلى الجملة باعتبارها وحدة وصف دنيا، فإلى التفكير في النصّ وحدة وصفية ممكنة. وعملوا في السنوات الأخيرة من العقد الماضي على الانكباب على أوجه التداخل بين اللّسانيات بمفهومها الصّلب والعلوم المتّصلة بها من قبيل علم الاجتماع وعلم النفس والحاسوبية والعلوم العرفانية… بهدف دراسة مظاهر التداخل بين اللغة والثقافة واللغة والمجتمع ومظاهر التفاعل بين اللّسانيات وعلم النفس واللّسانيات والعلوم العرفانية فضلا عن علاقة اللّسانيات بالحاسوبية وما أثمرته من أبحاث ودراسات في علاقة بالمعالجة الآلية للغات (CHL). فجعلوا من اللّسانيات الخارجية ميدانا آخر من ميادين معالجة اللغة وبيان وظائفها الاجتماعية والثقافية والعقدية ومناسبة لمزيد التعمّق في فهم البنى الاجتماعية للشعوب والأمم.
يثير مبحث تعلّم العربية في الفصول الدراسية والفضاءات الرقمية عديد الأسئلة المتّصلة في جوهرها بتقنيات التعلّم وصعوباته سواء تعلّق الأمر بتعلّم العربية من الناطقين بها أو من الناطقين بغيرها. ونحن نعتقد أنّ طرح تلك الأسئلة بأقصى درجة من الوضوح ومن الوعي النّظري كفيل بالمساهمة في حلّ صعوبات تعلّم العربية وفي مراجعة كيفيات التدخّل التعليمي في ظلّ ما وفّرته التكنولوجيا من فضاءات بديلة ومن تطبيقات يمكن أن تساهم في تقليص مدّة التعلّم وفي تيسير التعرّف على مفردات اللغة بما توفّره من أدوات تربوية مساعدة، وأن تلعب دورا لافتا في تحفيز المتعلّمين وتنمية دافعية التعلّم لديهم. ومن تلك الأسئلة يمكننا أن نذكر:
-
هل يمكن الاكتفاء بالتعلّم الذاتي في تعلّم العربية لغة أولى أو لغة ثانية؟
-
أيّ دور للفصول الدراسية في تعلّم العربية وأي دور للفضاءات الرقمية في تعلّمها؟
-
هل يمكن بالتعويل على الفضاءات الرقمية والفضاءات الرقمية فقط، أن يصبح المتعلّم قادرا على استعمال العربية استعمالا سلسا في المقامات التواصلية المختلفة؟
-
ألا يؤدّي تعلّم العربية بالعودة إلى الفضاءات الرقمية إلى تعلّم قواعد العربية دون التمكّن من استعمالها في التعبير عن الأغراض والحاجات التواصلية أم إنّ التعلّم الرّقمي يسمح للمتعلّم باستعمال اللغة مشافهة وكتابة وبالتعبير عن مواقفه وانفعالاته بتلقائية؟
-
كيف تساهم الفضاءات الرقمية في تعزيز تعلّم العربية واستعمالها؟
-
هل يمكننا تجاهل الفضاءات الرّقمية في التعلّم رغم هيمنة تلك الفضاءات على مختلف الميادين وتحكّمها في مختلف مناحي حياة الأفراد والشعوب؟
-
ألا يؤدّي الانغماس في الفضاءات الرقمية إلى تقليص دور الفصل الدّراسي في تعلّم اللغة؟
-
هل يمكن التعويل على الفضاءات الرقمية في تقييم تجربة التعلّم الفصلي وتمييز ما قد يكون مفيدا في تطوير تلك التجربة ممّا قد لا يكون كذلك؟